سلسلة الرد على الشيخ ربيع المدخلى......................3
كاتب الموضوع
رسالة
ابو صهيب السلفى
عدد المساهمات : 23 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 28/07/2009
موضوع: سلسلة الرد على الشيخ ربيع المدخلى......................3 الثلاثاء يوليو 28, 2009 9:13 am
* الشيخ ربيع يضع أصولاً لمنهجه في النقد والحكم على المسلمين:
والخطير في الأمر أن الشيخ ربيع بن هادي أراد أن يؤصل تأصيلاً شرعياً للسياسة التي سار عليها في حرب دعاة الإسلام، ومن يظن أنه انحرف عن الصراط والسنة، فبدأ يبحث لمنهجه هذا عن أصول شرعية من الآيات والأحاديث ومواقف السلف الصالح... فكان أن وضع مجموعة من الأصول الفاسدة التي يكفي بعضها لهدم الإسلام، وراح يجهد نفسه بالاستدلال لها من الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة، ومن هذه الأصول:
1) تفريغ منهج الأنبياء من الدعوة والعمل لتحكيم شريعة الله:
تفريـغ منهج الأنبياء عليهم السلام من الدعوة إلى تحكيم شريعة الله وإحلال ما أحله الله وتحريم ما حرمـه الله، وحصرها فقط في توحيد التقرب بأن تكون العبادات والقربات لله وحده، وهذا هو التوحيد الذي اصطلح عليه بتوحيد (الألوهية) وهو نوع واحد من التوحيد الذي دعت إليه الرسل، وقد كتب الشيخ ربيع بن هادي كتاباً لتأصيل هذا الأصل الباطل سماه منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله، أراد الشيخ ربيع أن ينبه جماعات الدعوة التي تهتم بتوحيد الحكم، وتقدمه وحده دون سائر أنواع التوحيد وهذا خطأ منهم فقلل هو من شأن توحيد الحكم، وقلل من شأن جهادهم في الدعوة إليه وإقراره.. والحال أن هذا التوحيد قرين لهذا التوحيد، فإن التحاكم إلى غير شرع الله وعبادة الأصنام والأوثان سواء..
ثم جاء بعد ذلك من بنى على أصل ربيع الذي أصله في كتابه (منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله) فأنكر أن يكون توحيد الحكم داخلاً في مسمى التوحيد!! ومن قـال إنه فرعية من الفروع!! وفرح المبدلون لشرائع الله بهذا الأصل الفاسد فرحاً عظيماً لأن فيه صرفاً للدعاة إلى الله أن يسعوا في أن يحكم المسلمون بشريعة الله!
2) المؤاخذة بالزلات، وعدم الإعذار بالجهل:
ولما أراد الشيخ ربيع أن يصرف شباب الإسلام عن اتباع الجماعات الإسلامية، والدعاة والمصلحين، اخترع أصلاً آخر من أصوله وهو أن كل من وقع في بدعة وجب وصفه بالمبتدع، وأن كل مبتدع يجب هجره، ولا يجوز الاستفادة من علمه، ولا دعوته، ولا جهاده!! وراح يستدل لهذا الأصل باطلاً من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة، وخرج على الناس بكتابه الذي سماه (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف).
وكان خلاصة الكتاب أن من وقع من المسلمين في بدعة من البدع فيجب إنكارها عليه، وأنه لا يجوز أن يذكر في المسلمين إلا بها، وأنه يجب التحذير منه حتى لا ينخدع الناس به، وأنه مهما عمل من عمل صالح، فإنه لا يقبل منه...
ولما وضع الشيخ ربيع هذا الأصل الثاني جاءته سلبيات الجماعات الإسلامية، والدعاة، والمصلحين من كل حدب وصوب، فتحصل عند الشيخ ربيع من هذا شيء كثير جداً...
وامتلأ قلبه المسكين على جل العاملين للإسلام غيظاً وحنقاً، وبغضاً بل قيحاً وصديداً.. وأصبح لا يقوم ولا يقعد إلا وهو يذمهم ويشتمهم ويحذر منهم، وأصبح صراخه الدائم: هم أخطر من اليهود والنصارى!!
وأصبح أصله الثالث هو تتبع سقطات الدعاة، وجمع ما أخطئوا فيه، وجعل ما هو سقطة لأحدهم عقيدة يؤاخذ بها، وجعل الفروع أصولاً، وأخذ بلازم القول، ولم يحمل مطلقاً على مقيد، ولا مبهماً على مفسر، ولا متشابهاً على محكم، ولا متقدماً على متأخر..
* المصير والخاتمة:
ولما وقع الشيخ ربيع فيما وقع فيه من وضع هذه الأصول الفاسدة أوقعه هذا في التناقض المشين، فبدأ يكيل بمكيالين! ويقـول الشيء ونقيضه، وينقلب من الضد إلى الضد، وينزل أقوال السلف في غير منازلها، بل ويضع القرآن والحديث في غير مواضعه... وأصبح يرى أن العدل مع الدعـاة والمصلحين من أصول أهل البدع!! وإهدار الحسنات، والمؤاخذة بالزلات من أصول السنة!! وأصبح يرى نفسه مضطراً إلى التقية والتدليس!!
وأراد أن يجمع السلفيين ففرقهم.. وأن يخدم المسلمين فضرهم، وأن يجاهد في سبيل الله، فنصر أعداء المسلمين على المسلمين!!
ومن البر ما يكون عقوقا رام نفعاً فضر من غير قصد
وأراد أن ينهى عن الحزبية، والفرقة، فأقام شر الحزبيات، والجماعات، وزرع أعظم ألوان الفرقـة والشقاق.. بإخراج مجموعة من الذين يرون عقد الولاء والبراء على فروع معدودة في الدين، ومن الذين يخرجون من السنة عند أدنى خلاف في الرأي والاجتهاد.
ونسى الشيخ ربيع وهو في غمرة حماسته لنصر الدين ما يتذكره -في العادة- عوام الناس وسقطهم من أصول المروءة وحقوق الأخوة والزمالة، والصداقة، فسعى بدمي!! وانقلب على كل من كان يحبهـم ويقدمهم، واتهمني مما يعلم هو علم اليقين أني برئ منه: وكان مما اتهمني به أنني شديد الحنق على علماء الدعوة السلفية، وأحارب السلفية والسلفيين منذ ثلاثين سنة وهو إلى وقت قريب كان يمدح، وينصر ويشيد.
ولكنه -سامحه الله- ورطه اليوم من ورطوه بالأمس وأوغروا صدره، وملئوا قلبه ثم أطلقوه ليحترق!!
عُذَيرك من خليلك من مراد أريد حياته ويريد قتلي
هذه هي القصة الحقيقية للخلاف بيني وبين الشيخ ربيع بن هادي -سامحه الله وعفا عنه- ليس لي بحمد الله عقيدة أخالف فيها سلف الأمة وأئمتها، وليس لي موقف من جماعات الدعوة يخالف أئمة الدعوة المعاصرين من أمثال شيخنا ووالدنا الشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه الله، وأستاذنا الشيخ محمد ناصـر الدين الألباني، وغيرهما من أهل العلم والدين والورع والنظر في العواقب.. ولو كان الشيخ ربيع يكيل بمكيال واحد لوجه الاتهامات التي وجهها إلي، إلى هؤلاء المشايخ أنفسـهم وصنف فيهم ما يصنفه فيمن يسميهم المدافعين عن أهل البدع، فإن موقفي هو موقفهم، ورأيي في الحكم على جماعات الدعوة، وعلماء الإسلام مثل رأيهم، ولكن... ولنأت إلى شيء من التفصيل في هذا الأمر:
سلسلة الرد على الشيخ ربيع المدخلى......................3